مضادات الاكتئاب في تخفيف الأعراض السالبة لمرض الفصام: نتائج تحليل شامل حديث

تمثل الأعراض السالبة في الفصام تحديًا كبيرًا في العلاج، فهي تشمل انخفاض الدافع، الفتور العاطفي، الانسحاب الاجتماعي، وقلة المبادرة، وهي عادةً أقل استجابة لمضادات الذهان مقارنة بالأعراض الإيجابية. لذلك، اتجهت الأبحاث الحديثة إلى دراسة إمكانية استخدام مضادات الاكتئاب كعلاج مساعد لتحسين هذه الأعراض.

تحليل شمولي يكشف عن أكثر مضادات الاكتئاب فاعلية

فعالية ميرتازابين ودولوكسيتين

أظهر تحليل شمولي وشبكي واسع أن ميرتازابين و دولوكسيتين هما الأكثر فاعلية في تقليل الأعراض السالبة عند استخدامهما إلى جانب مضادات الذهان، وتفوّق ميرتازابين بشكل ملحوظ على الدواء الوهمي وعلى عدة مضادات اكتئاب أخرى.

النقاط الرئيسية

      • ميرتازابين ودولوكسيتين يقدمان تحسنًا واضحًا في الأعراض السالبة.

      • ميرتازابين حقق أعلى فعالية مقارنة بجميع الأدوية الأخرى.

      • بوبروبيون كان الأقل فاعلية، مساوياً تقريبًا للدواء الوهمي.

منهجية الدراسة

مراجعة واسعة للدراسات

بحث الباحثون في أكثر من 1400 دراسة محتملة، ليحددوا 15 تجربة عشوائية محكمة شملت 655 مريضًا بالغًا. ركزت جميع الدراسات على التغير في الأعراض السالبة باستخدام مقياسي SANS و PANSS.

الأدوية التي شملتها المقارنة

      • فورتيوكسيتين

      • فلوفوكسامين

      • باروكسيتين

      • ميرتازابين

      • إسيتالوبرام

      • ريبوكسيتين

      • سيتالوبرام

      • فلوكسيتين

      • دولوكسيتين

      • بوبروبيون

نتائج محددة حول الفعالية

تفوق واضح لميرتازابين ودولوكسيتين

أظهر ميرتازابين تفوقًا كبيرًا في تجربتين، حيث كانت الفروق الإحصائية لصالحه. كما كان دولوكسيتين فعالًا بشكل ملحوظ في التجربة التي جرت عليه مقارنة بالدواء الوهمي.

القيمة التنبؤية للفعالية

      • احتمالية فعالية ميرتازابين: 93.9%

      • احتمالية فعالية دولوكسيتين: 76.2%

كما أوضح تحليل مساحة المنحنى (AUC) أن ميرتازابين كان الأعلى كفاءة، يليه دولوكسيتين.

تفسير النتائج والتحديات

تمييز الأعراض السالبة الأساسية

واجه الباحثون صعوبة في التفريق بين:

      • الأعراض السالبة الأساسية للفصام،

      • وبين الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل التهدئة أو الأعراض خارج الهرمية.

كما أن معظم المرضى في الدراسات يعانون المرض منذ أكثر من 10 سنوات، ما قد يؤثر على استجابة الأعراض السالبة للعلاج.

نقاط إضافية مؤثرة

      • لم تميز الدراسات بين الأعراض السالبة المستمرة وتلك العابرة.

      • لم يُعرَف ما إذا كان التحسن مستمرًا أم مؤقتًا.

      • قد يُساء تفسير تحسن أعراض الاكتئاب غير المشخّصة على أنه تحسن في الأعراض السالبة.

الحاجة لدراسات أطول وأدق

المدة الزمنية عامل مهم

نظرًا لطبيعة الأعراض السالبة المزمنة، يجب أن تكون التجارب طويلة بما يكفي لإثبات أن التحسن حقيقي وليس مؤقتًا. بعض الأعراض أيضًا تعتمد على التفاعل مع البيئة، وقد تحتاج شهورًا لتظهر بشكل واضح.

ولكن… هناك تحديات

      • الدراسات الطويلة قد تُربك التقييم، حيث قد يظهر الانسحاب الاجتماعي نتيجة تدهور الحالة وليس كعرض سالِب.

      • كما أن ظهور التهيّج أو الهياج النفسي قد يُفسَّر خطأ كتحسن في السالبة.

الخلاصة

تشير الأدلة الحالية إلى أن ميرتازابين و دولوكسيتين هما أكثر مضادات الاكتئاب وعدًا في تحسين الأعراض السالبة لدى مرضى الفصام، عند استخدامهما كعلاج مساعد لمضادات الذهان. ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى دراسات أطول وأكثر ضبطًا لتحديد مدى استمرارية الفائدة، وتمييز التحسن الحقيقي في الأعراض السالبة عن تحسن الاكتئاب أو التأثيرات الدوائية الأخرى.

المصادر:

1. Li Y, Yu M, Yang H, et al. Efficacy of adjunctive antidepressants in treating negative symptoms of schizophrenia: a systematic review and network meta-analysis. Psychol Med. 2025;55:e317.

2. Andreasen NC. Negative symptoms in schizophrenia. Definition and reliabilityArch Gen Psychiatry. 1982;39(7):784-788.

لا تعليق

اترك رد