هناك العديد من الأسباب التي تجعل الجميع يجب أن يمارس الرياضة بانتظام – تحسين النوم، زيادة الطاقة، تقليل مخاطر الأمراض المزمنة، وغيرها. الوقاية من القلق هي سبب إضافي لاستمرار روتين التمارين الرياضية، وفقًا لأبحاث جديدة نُشرت في يونيو في مجلة الاكتئاب والقلق.
القلق رد فعل طبيعي تجاه التوتر، ويمكن أن ينبهنا إلى الأخطار ويساعدنا على الانتباه. ومع ذلك، فإن اضطرابات القلق تنطوي على خوف أو قلق مفرط، مما يعطل الوظائف الطبيعية. تعتبر اضطرابات القلق من الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا، حيث تؤثر على حوالي 11% من البالغين حول العالم، وهي السبب الرابع الرئيسي للإعاقة لدى البالغين. كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق معرضون أكثر للإصابة بأمراض مثل السكري واضطرابات القلب والأوعية الدموية.
تحليل جديد لأبحاث أجراه باحثون دوليون ركز على العلاقة بين النشاط البدني وتطور القلق. تمت مراجعة 13 دراسة شملت أكثر من 75,000 شخص. بين الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض القلق، ارتبطت مستويات النشاط البدني العالية بانخفاض بنسبة 27% في معدلات ظهور اضطرابات القلق أو أعراضه الجديدة مقارنةً بمستويات النشاط البدني المنخفضة. ساهمت مستويات النشاط البدني العالية في حماية الأطفال/المراهقين والبالغين من أعراض القلق.
دراسة أخرى حديثة شملت أكثر من 27,000 شخص على مدى 13 عامًا وجدت أيضًا فوائد الرياضة فيما يتعلق بأعراض القلق. أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين مارسوا 150 دقيقة أو أكثر من النشاط البدني المعتدل أو القوي خلال أوقات الفراغ كانوا أقل عرضة بنسبة 24% للإصابة بأعراض القلق. كما ارتبط الإنفاق المزيد من الوقت في التمارين، 300 دقيقة أو أكثر أسبوعيًا، بانخفاض بنسبة 36% في احتمالية أعراض القلق. خلص المؤلفون إلى أن “ممارسة النشاط البدني في أوقات الفراغ بمستويات تُوصى بها للصحة العامة قد تقلل من مخاطر الإصابة بأعراض القلق المرتفعة.”
قد تكون الرياضة مفيدة ليس فقط في الوقاية من القلق، بل أيضًا في علاج أعراض القلق. أظهرت دراسة تحليلية في عام 2017 أن التمارين الرياضية قللت بشكل كبير من أعراض القلق لدى الأشخاص الذين يعانون من تشخيص حالي باضطرابات القلق و/أو الاضطرابات ذات الصلة بالتوتر. أشارت بعض الأبحاث إلى أن جلسة رياضية واحدة فقط يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض.
خلص الباحثون إلى أن: “مع الأخذ في الاعتبار الفوائد الأوسع للرياضة على الرفاهية والصحة القلبية الوعائية، تعزز هذه النتائج من الرياضة كخيار علاجي هام للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق/التوتر.”

لا تعليق