الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو من الحالات النفسية التي تؤثر على الحياة اليومية لعدد كبير من الناس حول العالم. لفهم مدى انتشاره، من المهم النظر إلى الإحصاءات العالمية التي تجمعها مؤسسات صحية وبحثية موثوقة. في هذا المقال، سنعرض أحدث الأرقام، نسب الإصابة، اتجاهات الزمان، وأهمية هذا الوباء النفسي وتأثيره العالمي.
أولًا: تقديرات عدد المصابين حول العالم
الرقم العالمي الإجمالي
-
-
-
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، هناك ما يقدر بـ 40 مليون شخص حول العالم مصابون بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
-
تقدير آخر من بعض المصادر البحثية يضع العدد عند 46 مليون شخص.
-
بعض المصادر الأكاديمية تشير إلى أن عدد حالات ثنائي القطب يتراوح بين 45 إلى 48 مليون حول العالم.
-
-
ثانيًا: النسبة المئوية من السكان العالميين
نسبة الإصابة في العالم
-
-
-
بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2019، تبلغ نسبة المصابين حوالي 0.53% من سكان العالم.
-
من جهة أخرى، تظهر بيانات من موقع Statista أن متوسط نسبة انتشار الاضطراب ثنائي القطب لدى السكان العالميين كان حوالي 0.45%سنويًا خلال الفترة من 1990 إلى 2021.
-
بعض المصادر تُقدّر أن مدى الانتشار في بعض البلدان يتراوح بين 0.4% و 1.2% من السكان.
-
-
ثالثًا: عبء المرض والتطور الزمني
التغير في عدد الحالات عبر السنين
-
-
-
وفقًا لدراسة الـ Global Burden of Disease لعام 2013، ارتفع عدد المصابين من 32.7 مليون حالة في عام 1990 إلى 48.8 مليون في عام 2013.
-
دراسة أحدث (GBD 2019) أشارت إلى أن معدل انتشار ثنائي القطب – بعد تعديل العمر (Age-standardised prevalence rate) – ظل تقريبًا ثابتًا منذ عام 1990 إلى عام 2019.
-
في تقرير GBD 2021، تم تقدير الأعباء الصحية (DALYs) المرتبطة بثنائي القطب بحوالي 8.01 مليون سنة معاناة مع ترجمة الإعاقة (YLDs)، ما يعادل تقريبًا 0.3% من إجمالي سنوات الحياة الموزونة بالإعاقة حول العالم.
-
-
رابعًا: توزيع العُمر والجنس بين المصابين
-
-
-
حسب بيانات Lundbeck، نسبة كبيرة من الحالات تبدأ في سن مبكرة: 76% من المصابين لديهم أول أعراض قبل سن 21 عامًا.
-
من ناحية الجنس، يبدو أن ثنائي القطب يؤثر بدرجة متقاربة بين الذكور والإناث في كثير من الدراسات.
-
كما أن ثنائي القطب من أكثر الأسباب التي تسبب الإعاقة في عمر العمل، لأنه غالبًا ما يظهر خلال سنوات النشاط المهني.
-
-
خامسًا: تفسير هذه الأرقام وأهميتها
لماذا قد تكون الأرقام غير دقيقة تمامًا؟
-
-
-
التشخيص الناقص: كثير من المصابين لا يحصلون على تشخيص أو يظنّون أن أعراضهم “مزاج طبيعي”، مما يقلّل من الأرقام المسجلة
-
الوصمة الاجتماعية: في بعض المجتمعات، قد يتردد الأشخاص في الإبلاغ عن مشاكلهم النفسية بسبب الخوف من الوصمة أو التمييز.
-
الاختلاف بين الدراسات: بعض التقديرات تأخذ في حسابها طيف الحالة (بما في ذلك النوعين I وII)، بينما تقديرات أخرى تركز فقط على النوع الأشد، مما يؤدي إلى تفاوت في الأرقام المعلنة.
-
-
أهمية الوعي بهذه الإحصاءات
-
-
-
تكشف هذه الأرقام أن ثنائي القطب ليس اضطرابًا “نادرًا” بل حالة تؤثر بملايين الأشخاص.
-
تعكس الحاجة الماسة إلى خدمات صحية نفسية ميسّرة وذات جودة عالية لتحسين التشخيص والعلاج.
-
تشير إلى أهمية التوعية وتخفيف الوصمة، لأن المستضعفين – مثل أولئك الذين لم يُشخَّصوا رسميًا – قد يكونون جزءًا كبيرًا من الأشخاص المتضرّرين.
-
-
الخلاصة
الإحصاءات العالمية حول الاضطراب الوجداني ثنائي القطب تظهر أن هناك نحو 40 إلى 46 مليون شخص حول العالم يعانون من هذا الاضطراب، أي ما يعادل نحو نصف في المئة من سكان العالم. رغم أن النسبة قد تبدو صغيرة، إلا أن تأثير المرض كبير جدًا على الأفراد والعائلات والمجتمعات بسبب الإعاقة النفسية والتقلب المزاجي.
هذه الأرقام تُبرز أهمية التوعية، تحسين التشخيص، وتطوير خدمات الصحة النفسية على مستوى العالم لدعم أولئك الذين يعيشون مع هذا الاضطراب النفسية المعقد.

لا تعليق